يأتي "ما وراء السلام" الكتاب العاشر ضمن سلسلة أعمال بدأها المؤلف بكتاب "الأزمات الستة" عام 1962. وتتأتى أهمية الكتاب أنه جاء تحليلاً أكثر منه سرداً لما شهده العالم موزعاً بأقاليمه المتعددة من أحداث اتسم بها القرن الحالي حاملاً معه نبوءة لما قد تسفر عنه الأيام القادمة إن عملت الشعوب بما آثر لها المؤلف من آراء استند فيها على سيرة حياته التي سلخها منذ صباها داخل دهاليز السياسة وفيها استقى خبرته في الاقتصاد ومعرفته بخصال الشعوب وإدراكه أهمية المسألة الروحية والجانب الديني في بناء الإنسان والأمة.

تناولت فصول الكتاب طبيعة التحدي الأمريكي لحقبة ما قبل السلام أو لنقل حقبة الحرب الباردة التي اشتعل فتيلها بعد أن وضعت الحرب الكونية أوزارها مصوراً إياها بصراع الخير ممثلاً بالرأسمالية الأمريكية بما حملته من دفاع عن الحرية وغرس للمبادئ الروحية وبناء أعظم للإنسان بصفته غايتها ضد الشر ممثلاً بالشيوعية السوفيتية التي كبلت الإنسان في قيدها وتوغلت إلى دواخلها فجردته من روحانياته وأضاقت عليه فجعلته جسداً يسير في قبر مفتوح.