النظرات: كتاب في ثلاثة أجزاء يضم مجموعة مقالات في الأدب الاجتماعي والنقد الأدبي والسياسة والإسلاميات، ومجموعة من القصص القصيرة المنقولة والموضوعة. عرف المنفلوطي بالكاتب الاجتماعي والإسلامي والسياسي، عاش وفياً لقضايا مجتمعه وهموم وطنه وعايش معاناة مواطنيه، فالتزم صدق القول والعمل في توجهاته الدينية والحياتية، فكان واضح التفكير والتعبير في آدابه الاجتماعي يسبر غور المشكلة، ويكشف أسبابها ونتائجها، وعالج مسألة التجديد في العادات والتقاليد، التجديد في الزي والتعليم والأدب واللغة. كما أولى اهتماماً خاصاً في كل ما يتعلق بالمرأة وقضاياها، ومشاكل الشباب وهمومهم، وكل ما أدت إليه محاكاة الغرب أو التفريج. وكان في هذا المجال وسطاً بين طرفين متناقضين التقليد من طرف، والعلمانية من طرف آخر. فقد تبنى كغيره من أتباع الشيخ محمد عبده مقومات العصر الحديث وأفكاره ودعا إلى الإفادة من وجهها الإيجابي شريطة بمبادئ الإسلام التي هي الأساس الوحيد الصالح للتفكير الاجتماعي. لقد كان المنفلوطي في نظراته في كل ما كتب جماهيري الهدف، كتب للعامة لا للخاصة، وكتب للناس لينفعهم لا ليعجبهم، فكان رائداً من رواد النهضة، ولم يكن ثمة بيت يخلو من كتاب له ضم مقالاته أو من واحدة من الروايات التي صاغها بأسلوبه العاطفي، فأقبل الشباب عليها إقبالاً حماسياً وتخاطفوها، وحفظوا فقرات منها عن ظهر قلب، طبعت بأسلوبها أسلوبهم، كما أقبل على قراءته الكبار والشيوخ نساءً ورجالاً يقرأونه في إعجاب وحرارة.